الثلاثاء، ١٧ نوفمبر ٢٠٠٩

الصراع على كعكة الحصار

وصلت المواجهات بين ابناء القبائل والاجهزة الامنية الى ذروتها يوم امس ,حيث اشتعلت المواجعات بعد ان بادرت قوات مدرعة من وزارة الداخلية يالزحف نحو ما يسمى( يعش الدبابير) وهى المنطقة التى تقع تحت سيطرة مجموعة من شياب القبائل المدججين بالسلاح , ما ان وصلت القوات الى (دوار رفيعة)6 كيلو مترات جنوبي مدينة رفح ,وهى منطقة خط التماس الفاص بين نفوذ ابناء القبائل وقوات الامن والذى غالبا ما يتم التنسيق بين الوجهاء هناك وبين الداخلية عند دخول هذة المنطقة,وفق تفاهمات كانت الداخلية فد قطعتها على نفسها على خلفية مواجهات سايقة, ويبدو هذة المرة ان الداخلية قد باغتت المنطقة الا ان القوة فوجئت باطلاق نار كثيف ادى الى استخدام القوة الغاز المسيل للدموع ومن ثم اطلاق النار الا انة بعد ساعة وجدت القوة نفسها محاصرة من كل الجهات مما دفع القوة الى طلب تعزيزات ولكن ما وصلت التعزيزات حتى وقعت هة الاخرى فى الشرك مما دفع بعض افراد القوة الى الفرار,الامر الذى ادى الى تقدم ابناء القبائل من القوة احراق عدة مركبات ,لم يبقى فى هذة الحالة امام القيادات الامنية الى الرجوع الى شيوخ القبائل وهى عادة وزارة الداخلية كلما تفشل فى مواجهة اى ازمة بل وتلجا الداخلية احيانا الى بعض الخارجين عن ارادتها ؛مثل اصحاب الاحكام الغيابية والمطلوبين على امل عقد صفقة من خلالها يتم الاتفاق على مخرج مؤقت للازمة بغض النظر عن نجاعة الحل من عدمة.
استمرت المواجهات حتى وقت متأخر من ليلة امس,وافادنا الشيخ فرج ابو حلو احد وجهاء المنطقة الى انة بالاتفاق مع ابناء القبائل وقيادات الداخلية بوساطة منا تم انهاء الحصار عن القوات ,على ان تتراجع القوات الى ميدان االماسورة 4 كيلو مترات جنوبى مدينة رفح,وارسال اليات الداخلية المعطبة الى هناك ولم يفصح لنا الشيخ فرج عن ماهية الاتفاق ولكنا ارجح ان الصفقة كانت فقط للخروج من المأزق .
يذكر ان العلاقة بين الداخلية والقبائل متوترة جدا بعد ا حداث طابا والتىلاقى فيها ابناء القبائل اشد انواع التعسف الذى شمل الاعتقالات التى زادت فى وقتها عن ثلاثة الاف شخص وقاتل اكثر من 38 شخص دون محاكمة ,تلى ذلك عدة حوادث ادت الى تدخل الرئيس بشكل مباشر ,الا ان الاحتقان ما زال مستمر .وزاد التوتر بعد فرض الحصار على قطاع غزة ,حيث ادى الحصار الى طلب شديد على السلع المصرية والتى يصل معدل دخولها الى قطاع غزة يوميا الى اكثرمن10 ملايين جنية مصرى.
الامر الذى اسال لعاب الكثيرين ابناء قبائل وابناء الداخلية على حد سواء ,ويشمل التهريب الى قطاع غزة كل انواع السلع بداية من السلع الغذائية وحتى السراميك بل ووصل الامر الى تهريب العصافير النادرة ,ويجنى التجار ارباح خيالية من وراء هذا النوع من التهريب فيكفى ان نعرف ان سعر طن الاسمنت المصرى يصل الى قطاع غزة باكثر من 700 دولار ,وقص على ذالك.
مع مرور الوقت ادى ازديار حركة التهريب مع ان الدولة ارسلت المئات من الظباط والجنود لحراسة الحدود مع قطاع غوة والبالغ حوالة 13 كيلو متر, الا انة مازال على قدم وساق ووصل الامر الى تخزين يضائع بعشرات الملايين وبين الفينة والاخرى تلقى الاجهزة الامنية القبض على بعض هذة المخازن,وقد وصل عدد المعتقلين فقط من مدينة رفح الى اكثر من 300 معتقل بعد ان تخلى النيابة سبيلهم .
العدد المتزايد من المعتقلين سوف يؤدى بطبيعة الحال الى استمرار الاحتقان بين الامن وابناء القبائل واللذين لا يرون فى تهريب المواد الغذائبة الى قطاع غزة جريمة ,خصوصا وان الكثير من القبائل فى سيناء لها امتدادات داخل قطاع غزة .