الخميس، ٢٦ أغسطس ٢٠١٠

عروق الوطنية ( رد على افترائات محافظ شمال سيناء على ابناء البادية

ما ورد على لسان " حاكم سيناء العسكري " أو ما يسمى زورا وبهتانا بالمحافظ ليست " زلة لسان " ولا تحت تأثير جرعة زائدة من منشطات مخدرة ... كما تصور الكثير من أبناء سيناء ... !
وإنما كل ما قاله اللواء موافي ناتج عن حالة سلوكية تستشعرها الشخصية المصرية والتي يعلم الجميع أنها مرت بأزمات حادة ... أدت إلى إشكالية مستعصية شوهت العقل الباطن ومسخت الذاكرة المصرية واختزلتها في مفاهيم نفسية بالغة الضعف والهزيمة .
فلم يكن المحافظ في حالة هجوم عندما كان يتهم أبناء البادية بالعمالة والخيانة بل كان في حالة " دفاع " عن نفسية مهزومة مضطربة .
خصوصا وان الشخصية المصرية " مفرطة في إظهار المشاعر " وهذا الإفراط يؤدي إلى تجاوز " رباطة الجأش " ويفصح عن مشاعر متراكمة مشوهة .
وان اتهام اللواء موافي للبدو بالعمالة ، لم يكن القصد منه إطلاقا رصد حالة أمنية أو تهديد بالإفصاح عن مؤامرة خارجية .. البتة لا ... القصد كان الزج بإشكالية علاقة الدولة أو النظام بشريحة معينة من سكانها والمقصود هنا البدو إلى مربع " عرقي " بهدف كسب الرأي العام المصري وإلصاق التشويه الذي يعانيه إلى البدو ، خصوصا وان الرأي العام المصري مازال يعتقد أن العالم كله وليس البدو فقط هم مخلوقات شيطانية ، فالعرب في ذهن رجل الشارع المصري هم ناس بلهاء ينامون على انهار من البترول .
والعامة من المصريين مازالوا يعتقدون أن لليهود ذيول ... !
وان اختصاص اللواء موافي البدو فقط دون غيرهم بالخيانة أو العمالة ، في الوقت الذي يعلم هو وغيره إن عملاء إسرائيل وغيرها من غير البدو ، وفق شهادات تاريخية محايدة ربما يزيد عن عدد بدو سينا مجتمعين .
إلا إذا أصر اللواء موافي على أن العشرين ألف مصري اللذين يعيشون في تل أبيب هم فقط جنود أوفياء للوطن .
ليس البدو هم من ساعدوا الجواسيس الأسرائليين على دخول مصر أو الخروج منها ، بل البدو هم من اكتشفوا الجواسيس الاسرائليين واللذين قام نظامه الذي يقدسه بإرسالهم فورا إلى إسرائيل بطائرات خاصة .
ليس البدو اللذين أرسلوا مجموعة من الشباب المصري لدخول إسرائيل عبر سيناء بهدف إتمام صفقة " عزام عزام " ... البدو اعترضوهم وبلغو السلطات الأمنية عنهم .
ليس البدو اللذين يحرصون عملاء الموساد الإسرائيلي والذين يصولون ويجولون في جنوب سيناء دون رقيب أو حسيب ... بل ويخصص لهم النظام خيرة أبناء مصر لحراستهم والسهر على راحتهم .
ليس البدو اللذين يصدرون الغاز إلى إسرائيل ومحطة " الشلاق " ليست لنا بل لك أنت ونظامك .
ليس البدو سبب نكسة 67 ولو كنا كذالك لما سمحنا لك بالعودة .
ليس البدو اللذين آمرو بوقف القتال فور عبور قناة السويس بل اعتقاد الشخصية المصرية أن سيناء ليست أكثر من جبهة عسكرية .
مقدم برنامج " ابن الريف كلام خفيف خفيف " ليس بدويا يا سيادة اللواء وكارثة إن كنت لا تعرفه .
لا تخف يا جنرال نحن نسعى مثل غيرنا إلى تغير الوعي المصري من وعي مرتبط بثقافة " نيلية بحتة " إلى وعي مصري عام يشمل كل عناصر المجتمع الثقافية والاجتماعية العرقية والطائفية في منظومة تمثل الجميع دون تمييز أو تفرقة .
ونحن نسعى إلى تحويل الغضب الذي يملاء صدور البدو إلى غضب ايجابي يفرض إرادته في مشاركة في اتخاذ القرار ، ونوقف الكارثة التي أصبحت من الملامح الأساسية لحياتنا ، والتي تتبدى في تحويل مخزون الغضب والقهر وفقدان الإحساس بالقيمة الذاتية إلى قنابل يفجرها البدو في أنفسهم وفي من حولهم في صورة جرائم عنف بشعة تترجم إلى الاحتجاج السلبي والعاجز عن الحياة .
لن نستسلم لقطاع الطرق والى " فسدة " وملوثين يواصلون سرقة آمالنا وأحلامنا وإعادة المقاومات الأصيلة التي كانت تتميز بها الشخصية المصرية .
عليك أن تعلم إننا شعبا .. لا قطعان أغنام وان محاولاتكم البائسة دائما في توظيف شخصية وجهاء وشيوخ القبائل لخدمة نظامكم وأمنكم ونحن نصر على أمنكم لأنه منفصل تماما عن أمننا . فالأمن للمواطن وليس للسلطة وأنت مجرد موظف مهمتك تقديم الخدمات لا أكثر .
أنت ونظامك تصرون على احتكار الوطنية واعتبار رموز نظامكم هي مقاييس للوطنية وغيرهم ليس كذالك .
ونحن أبناء القبائل نصر على استرجاع حقوقنا كاملة وغير منقوصة ، ونعتبر ذبح أبنائنا وهتك أعراض نسائنا وتلفيق التهم " للقصر " إنما هي جرائم ضد البشرية لا تسقط بالتقادم ، إن لم يأتي اليوم الذي تحاسب الدولة من ارتكابها سوف نعيد نحن بأنفسنا الاعتبار لكل من قتل وهتك عرضه وسلبت حريته وإرادته .
أنت اتهمتنا في عرضنا وشرفنا ولن نغفر لك ذلك ...!! اتهمت شيوخك بسوء السمعة وفي اليوم التالي اجتمعت بهم وأنكرت كل ما قلت .
الشفافية يا سيادة المحافظ هي أن لا تكذب وفي اليوم التالي تكذب نفسك هذه ليست شفافية إنما نصب واحتيال .
النظام الذي تتبعه وتتمرغ في حبه هو نظام شمولي فاسد قائم على التزوير يستند في شرعيته على حثالة المجتمع المصري .
كان الأجدر بك وأنت رجل مخابرات سابق بدل من أن تطعن في شرف الناس أن تكافح الفساد والرشوة والمحسوبية التي يتميز بها نظامك .
وإذا كانت الوطنية وحب مصر يأتي فقط من خلالكم فنحن نتعفف من أن نكون ضمن هذا النظام وان الثلاثين عام الماضية أثبتت أن الشيء الوحيد الذي لا ينازعكم احد فيه هو قدرتكم الفائقة على سحب " عروق الوطنية " من ثلاثة أجيال كاملة ...! الخلاصة يا سيادة اللواء أننا شعب له ارض وليست ارض بلا شعب وان أبائنا وأجدادنا سبقوك وسبقونا وان سيناء لها أهلها الأجدر بحمايتها وصون ترابها وكرامتها .
خليل جبر السواركة
منسق اللجنة الشعبية لحقوق المواطن
في رفح والشيخ زويد ووسط سيناء