الجمعة، ١٥ فبراير ٢٠٠٨

kنقل عن جريدة الفجر الاسبوعية

انت الان تتصفح العدد 134تاريخ الاثنين 7-1-2007 م
تجار السلاح في سيناء يعلنون التوبة
عمر رياض
الحكايات عن تجار السلاح مرعبة.. هذا ما يمكن أن تستنتجه من أول وهلة تتحدث فيها مع أي فرد من أبناء سيناء حول الموضوع.. خاصة المنتمين إلي قبائل اعتقل فيها أفراد علي خلفية اتهامات بتجارة الأسلحة،سواء كانت هذه التهم مثبتة أو مجرد معتقلين وفق شبهات في الاتجار والتهريب فالموضوع حساس ويتعلق بسمعة قبيلة قد يسيء فرد فيها إلي جميع العشائر الأخري، هذا ما جعل هناك ضغوطا من القبائل علي أفراد القبائل للابتعاد عن أي عمليات مشبوهة، ووجهت القبائل الدعوة عن طريق الشيوخ الحكوميين، وهو ما جعل السؤال الذي تردد داخل الجلسات العرفية: هل سيعلن تجار السلاح في سيناء توبتهم؟
تزامنت جلسات الاسبوع الماضي - والتي أصبحت تعقد دوريا منذ بداية اعتصامات البدو- مع إعلان 40 شخصا من أبناء سيناء عن توبتهم بعد أن كانوا مدرجين علي قوائم المعتقلين بسبب اتهامات بتجارة السلاح داخل جبال سيناء.
جاء ذلك بعد خمسة أشهر من الإفراج عنهم كانت أشبه بمدة للمراجعات حول فكرة العودة لعمليات تجارة السلاح مرة أخري.
و قد ضمت القائمة 40 اسما، كان بعضهم معتقلا بالفعل والبعض الآخر تم الحكم عليه غيابيا، إلا أن البعض من المعتقلين المفرج عنهم لم يكن لديه قضية من الأساس بل تم اعتقالهم لشبهات جنائية.. وتم الإفراج عن بعضهم وإسقاط الاحكام عن البعض الآخر بعد مطالبات من البدو ومنظمات حقوق الإنسان لعدم وجود قضايا.
وكانت أشهر الأسماء التي ضمتها القائمة اسم سالم أبو لافي، الصادر ضده حكم غيابي بخمسين عاما في قضية تهريب أسلحة.
كما ضمت القائمة أيضا اسم موسي الدلح والذي تم اعتقاله لمدة ثلاث سنوات.
بالإضافة إلي أسماء أقل شهرة أطلق عليهم البعض الاباطرة مثل محمد أبو عيد المنيعي،و حسن أبو حسين.
مصادر في لجنة التنسيق بين القبائل أكدت لنا، أن الاتفاق بدأ باجتماع سري بين جبهتين هم الشيوخ الحكوميونوالجبهه الأخري محمد أبو راس وسالم أبو لافي المطاردان في جبال سيناء علي خلفية أحكام جنائية خاصة بتجارة الأسلحة، وقد حضرت الاجتماع قبيلة السواركة كشاهد علي الاتفاق.
وأكدت المصادر أن الاجتماع دار حول وقف مطاردة الأسماء الموجودة وإسقاط الأحكام عنها في مقابل وقف أي أنشطة خاصة بتجارة الأسلحة، وأشارت إلي أن القائمة التي ضمت أربعين اسما تم تقسيمها إلي ثلاث فئات علي حسب حجم الأحكام والشهرة، وهم القياصرة والأباطرة واخيرا الشيوخ.
وقد جاء من ضمن الفئة الأولي اسم سالم أبو لافي بسبب حجم الاحكام التي حصل عليها والتي بلغت 50 عاما والتي كان مطاردا علي خلفيتها، بالإضافة إلي أنه آخر من تم التفاوض معهم، حيث سبقه اسم موسي الدلح والذي تم الإفراج عنه مؤخرا ضمن المفرج عنهم من المعتقلين علي خلفية أحداث جنائية، إلا أن الدلح لم يتمتع بنفس شهرة أبو لافي لعدة أسباب منها أنه لم تتم مطاردته مثل أبو لافي بل تم اعتقاله منذ ثلاث سنوات حتي تم الإفراج عنه مؤخرا، بالإضافة الي أنه لم يتم الحكم عليه بل لم تكن هناك قضية ليتم سجنه علي خلفيتها علي عكس أبو لافي الذي حصل علي 50 عاما في قضيتي تهريب أسلحة.
الدلح قال لنا: لم نقم ببيع أنفسنا للحكومة، علي العكس نحن نتوقع أن تطلب منا الحكومة مقابل، لكن لا نعرفه حتي الآن، وأكد الدلح أنه يتم حاليا بحث إسقاط أحكام عن بعض من تم الحكم عليهم غيابيا حتي لا تظل عملية العفو أشبه بليِّ الذراع، يمكن أن نعود للسجن في أي لحظة.
وقال إنه مع الاتفاق مع كل من يبدأ حياة جديدة بدون مشاكل أو عنف، أشار إلي أن أهم ما يمكن قوله إنه لابد من أن يكون هناك فهم حقيقي للمشكلة.
ومن ناحية أخري أكدت مصادر أن فئة الشيوخ لم تتمتع بنفس شهرة باقي القائمة، بسبب اختفاء الأسماء المحسوبة علي هذه الفئة مثل محمد أبو عيد بسبب المرض وحسن أبو حسين الذي وجد ضغطا هائلا من قبيلة السواركة ليبتعد عن أي عمليات مشبوهة.
وكشفت مصادر من قبيلة السواركة التي حضرت الاجتماع عن وجود علاقة كبيرة بين نفوذ تجار الأسلحة وبين شهرتهم حيث يتمتع التاجر المنتمي لقبيلة كبيرة بشهرة أوسع من ذلك الذي ينتمي لقبيلة أصغر من حيث التعداد ومناطق النفوذ.
وكشفت المصادر أن عمليات إعلان التوبة جاءت في الوقت الذي مازالت تتم فيه عمليات القبض علي تجار جدد مثل أبوفريج.
وهو ما ترك سؤالا داخل الجلسات العرفية الأخيرة يقول.. هل ستعلن قوائم جديدة قريبا؟

ليست هناك تعليقات: