الأربعاء، ١ يوليو ٢٠٠٩

سيناء بين أطماع إسرائيل وجشع منافقيها

كنت في ضيافة احد ابرز مناضلينا في سيناء وأكثرهم صلابة ، استدعى مضيفي بعض الزملاء لاقتناص الفرصة التي لم تكن مرتبه لتناول مشاكلنا العاجلة والآنية خصوصا على خلفيه ما يدور في المنطقة من أحداث .
الحاضرين انشغالي التام بالغوص في هذا الكم الغير مرتب من الكتب وهمس إلى قائلا أرجو أن تقرا هذا الحوار على الانترنت لأحد رجال الأعمال المقيمين في سيناء جلست مكانه وقرأت الحوار مع أنني اعرف حقيقة هذا الرجل ولم أكن مندهش مما قرأت ولكنى على أن أوضح هأدخلني مضيفي إلى إحدى الغرف التي تتكدس كل أنواع الكتب الأدبية منها والسياسية والاقتصادية استعرت منها خمس كتب ، لاحظ احد الزملاء ذه المرة أن هذا الرجل قد تعدى حدوده
.
ولقد اتهم
في إجابته على احد الأسئلة وزير خارجية دوله قطر بأنه عميل ويملك بيتا في إسرائيل .
فقط أريد أن اذكر الأخ حسن راتب بان لنا هناك سفارة ويرفع عليها العلم المصري ولنا أيضا بيوت بالإضافة إلى خمسه عشر ألف مصري خمسه آلاف منهم يعيشون بتل أبيب ولكنهم لا يملكون بيوتا لأنهم لم يذهبوا إلى تل أبيب كأمراء أو علماء وبالتالي فان اغلبهم يقيم في بيوت إسرائيليه إما داخل البيت وهذا نادر وإما في الفناء أو في مخزن أو على ذمه عجوز شمطاء .
أما السؤال الثاني فكان عن سبب عدم تمكين الدولة أهالي سيناء من تملك أراضيهم فرد صاحبنا قائلا ( إن الحكومة تخشى من أبناء سيناء أن يبيعوا أراضيهم للفلسطينيين واليهود ) .
هنا يؤكد حسن راتب دون علم بان ينازع إسرائيل والفلسطينيين على سيناء
، أي أن سيناء ارض متنازع عليها ما دمنا نحن أبنائها حضر وقبائل غير موثوق فينا ولا حقوق لنا .
إذا كنت تعتقد بأنك أولى منا في سيناء فأنته بذالك تبنى موقفك على أساس إما عرقي أو عقائدي أو وطني وفى كل الأحوال انته غير محق لأسباب كلها تصب في غير صالحك .
إذا كنت تعتبر نفسك بأنك أحق منا في سيناء بصفتك مصري ونحن لم نبلغ بعد ما بلغته من مصرنه وإننا مازلنا مجرد بدو لا نستحق أن تعطينا الدولة حقوقنا .
أذكرك يا أخ حسن إن أخر ملكات الدولة الفرعونية قد انتحرت مع عشيقها الروماني منذ أكثر من ثلاثة الاف وخمسمائة عام .
وتوالت على مصر بعد ذالك كل أنواع الحضارات من الشرق والغرب إلى أن افتتحها العرب والقاهرة التي تشرف عليها إحدى بناياتك الإدارية في القطامية لا تبعد عن مضارب أبناء البادية في حلوان إلا عدة كيلو مترات.
نحن أبناء القبائل جئنا سيناء فاتحين ولم نأتيها مستثمرين !
نحن نزحنا إلى سيناء مثل كل القبائل العربية التي اجتاحت كل الوطن العربي الحالي وحولته إلى عرب ومسلمين .
إذا كنت تقصد إثارة النظام علينا أو أن النظام نفسه يسعى إلى استخدامك " فزاعة وطنية " لدفعنا إما للعودة إلى أصلنا وهو بطبيعة الحال معروف ، وإما لخلع ثوبنا فأنت واهم
، فلن يحدث ذلك فليس من شيمنا أن يحمل الرجل مرآة في جيبه .
أتذكر إنني عندما بلغت السن السابع من العمر كنت ألح على والدي رحمة الله عليه أن يأخذني معه إلى " المقعد " رغبة مني في أن اثبت لامي التي دائما ما كانت توبخني بان لا أجالس النساء فانا علي أن أجالس الرجال .
كانت أول زيارة لي للمقعد في ربيع عام 1971 م وكانت بين العصر والمغرب وهي انسب الأوقات للتجمع خصوصا وان فصل الربيع في سيناء يعتبر فصل انتقالي بين الشتاء والصيف حيث يغير أبناء العشائر أماكن جلوسهم من الأماكن الشتوية إلى الأماكن الصيفية ، وقد كان يوما مشرقا معتدل الحرارة مع نسمات من الهواء العليل ، جلست على أطراف حجر أبي الذي أعطى " الصيرة " ظهره ووجهه على افقآ مترامي يبدو من خلاله إنشاءات عملاقة تعكر صفو المكان تتم دون علمي كطفل ، مع إنني كنت عندما أتسلق احد الكثبان الرملية بجوار بيتنا كنت أرى شاحنات ضخمة تسير في اتجاهين ولا تختفي إلا بعد المغرب .
كنت أتوقع قواعد زيارة المقعد الصارم ولكنني لم أدرك إلا لاحقا انه كانت هناك أمور جلل قد تحدث .
لقد كان " المحلية " يرمقون سيارة عسكرية إسرائيلية من بعد ولقد كانت في طريقها إلى مضارب عشيرتنا .
انحدرت السيارة العسكرية الإسرائيلية واتجهت نحونا بشكل رأسي مخترقة أعرافنا وتقاليدنا حتى وصلت إلى ظهر المقعد ، غير أبي من صيغة جلسته فربع يداه على ساقيه وهذه إشارة إلى احد أمرين : إما أن الزائر ليس ضيفا وإما انه غير مرغوب فيه خصوصا انه أتى لنا من خلف المقعد وفي عرفنا الرجال لا تأتي البيوت من ظهورها .
أما عمي فقد امسك " الماشي " واخذ يضرب به الأرض ، كان هناك حوارا بين أبي وعمي لم افهمه لكني فهمته عندما " لف علينا الضابط " لم يقم للسلام عليه إلا عمي جلس الحاكم العسكري الإسرائيلي ناوله احد الصبية فنجال القهوة فارتشفه على نخبأ واحد ، مظهرا تحديه لمرارة القهوة العربية ثم رمى الفنجال أرضا ونظر إلى عمي وسأله بصورة فجة ... هل قمتم بحصر أراضي عشيرتكم يا حج نايف التي تقع شرقي الطريق الجديد لكي نعوضكم عنها ؟ لم يتوانى عمي في الرد كأنه يعرف السؤال مسبقا ! نحن لسنا في حاجة إلى ثمنها خذوها ببلاش . قال له الحاكم : هذا ما عندك ؟ فرد عمي : نعم هذا ما عندي فأنتفض الضابط واقفا ثم " غز " رأس بسطا ره في الرمال وكحثها في وجه عمي قائلا له : وهذا ما عندي خلي جمال عبد الناصر ينفعك .
غادر الحاكم المكان وشعرت أنا بالأمان ونظرت إلى وجه عمي فرايته يضع راحة يده اليمنى على وجهه وكأنه يتيمن وحبات الرمال البيضاء تنزاح من على جبينه دون أي ضرر .
بد
أت تظهر على وجوه الحاضرين علامات الانشراح وتسبب هذا الانفراج في أول كأس من الشاي أتناوله في مقعد الرجال .
أعود لحسن راتب الآن ولكني أدرك إنكم عرفتم أن أرضنا التي طلب الحاكم العسكري من عمي أن يقبل التعويض قد استولى عليها الإسرائيليين عام 1971 م لبناء قاعدة عسكرية في منطقة الجورة وهي المعروفة الآن بقاعدة قوات حفظ السلام الدولية والتي كان الإسرائيليين قد سلموها للأمريكان وبعض الدول الأوربية وما زالوا يحتفظون بها حتى الآن
.
ثم جائنا حسن راتب ليتباهى علينا بأنه أحق منا في تملك أراضينا بعد أن احتل ارض السواركة على شاطئ العريش وحولها إلى منتجع للفاسدين والجزارين ، واحتل ارض الترابيين واخذ يبيعها في شكاير اسمنت ولم نعرف إلى أين يذهب يقولوا بتروح إسرائيل كما اشتروا أو باعوا أراضي عشيرة الدهيمات وانشئوا عليها محطة غاز مخصصة فقط لإسرائيل وبأسعار رمزية .
هنا أسال أنا الأخ حسن راتب كم من المصريين بقى في سيناء عندما اجتاحتها إسرائيل في عام 1967م ؟
الم يفروا كلهم يا أخ حسن ؟ بلاش نروح لبعيد عندما هاجم صدام حسين إسرائيل بصواريخ سيكاد أين كنت ؟ وكم من المصريين بقى في سيناء ؟ لقد خلت سيناء على أهلها ولم يبقى منكم إلا المجبر أمرا أو قصرا .
هل يا أخ حسن لولا سمح الله اجتاحت إسرائيل سيناء مرة أخرى هل ستبقى فيها ؟ لا والله لن تبقى سوف تتركها وتترك كل شيء خلفك لأنه ليس لك لأنه لأصحاب الأرض ونتذكر عندما جئت إلى سيناء كم كان من المال معك ؟ هى سيارة فيات متهالكة وبضع ألاف من الجنيهات نظير خدمتك لأحد المؤسسات العربية في الخليج.

هناك تعليق واحد:

موسي الدلح يقول...

--------------------------------------------------------------------------------

لليوم الثانى على التوالى يستمر تغيب الاخ الصديق ( راعى الناقة )ابن قبيلة الترابين , عشيرة النديات ,00الزميل فى المنتدى وصاحب مدونة راعى الناقة 00
الجدير بالذكر ان هذا الاختفاء جاء على خلفية زيارة السفيرة الامريكية الى قرية المنبطح بوسط سيناء 00
تمت مراجعة المستشفيات واقسام الشرطة بالمحافظة ولم يعثر له على اثر 000
يتردد بانه قد ذهب الى مدينة العريش بعد الزيارة لقضاء مصالحة حيث يعمل كممون وتاجر تجزئة بالقرية 00
0000
مازال الغموض يكتنف اختفاءه المريب , ومازال البحث عنه جاريا
اللهم اجعله خير